هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موقع المرأة والطفل في جمهور السينما بالمغرب {مقاربة سوسيولوجيا}

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 639
تاريخ التسجيل : 27/03/2008

موقع المرأة والطفل في جمهور السينما بالمغرب {مقاربة سوسيولوجيا} Empty
مُساهمةموضوع: موقع المرأة والطفل في جمهور السينما بالمغرب {مقاربة سوسيولوجيا}   موقع المرأة والطفل في جمهور السينما بالمغرب {مقاربة سوسيولوجيا} Icon_minitimeالإثنين أبريل 07, 2008 11:37 pm

موقع المرأة والطفل في جمهور السينما بالمغرب {مقاربة سوسيولوجيا}
يعتبر موضوع السينما و المرأة من بين الانشغالات التي يهتم بها الباحثون و النقاد السينمائيون, وقد كتب العديد من النقاد السينمائيون المغاربة حول صورة المراة في السينما المغربية خصوصا« إن الابداع المغربي جعل من المراة موضوعا رئيسيا تمحور حوله منطوق روايات وقصص, و أفلام وأعمال تشكيلية وقصائد ومسرحيات وقد جاءت كثافة هذا الاشتغال على موضوع المرأة لتدعم الانشغال المجتمعي الكبير بجسدها و بهويتها وبأسئلتها وبوضعها الوجودي والحقوقي والثقافي والسياسي»(1).
والاشتغال على موضوع المرأة سواء على مستوى المعالجة السينمائية من طرف المخرجين المغاربة أو على مستوى المعالجة النقدية من طرف النقاد السينمائيين أملته مجموعة من الاعتبارات منها :
- التحولات السوسيوثقافية التي عرفها ويعرفها المجتمع المغربي في العقدين الأخيرين حيث برزت قضية المرأة سواء في بعدها الاجتماعي أو الثقافي أو الحقوقي كمطلب أساسي من اجل تحقيق تنمية اجتماعية ومن اجل بناء مجتمع ديمقراطي يعيد الاعتبار لوضع المرأة الذي اتسم ببؤس الموقع وسيادة الهيمنة الذكورية .
- ظهور حركات نسائية تدعوا إلى تحرير المرأة من القيود وإدماجها في الهندسة الاجتماعية إلى جانب الرجل , وامتد عمل الحركات النسائية الى الميدان الفني والسينمائي مما أدى الى ظهور وجوه فنية وسينمائية مغربية متميزة حاملة لمشروع جمالي وفكري تنويري شكل إضافة نوعية للمشهد السينمائي المغربي .
أمام هذا الوضع ظهرت مجموعة من الكتابات السينمائية النقدية التي استمد ت قيمتها من صورة المرأة في السينما المغربية , غير أن ما يسجل على هذه المقاربات النقدية إغفالها للمرأة كجمهور وكذا علاقتها بالقاعات السينمائية. وسنحاول مقاربة هذا الجانب من خلال طرح مجموعة من التساؤلات المركزية من قبيل : ماهية نسبة تردد المرأة المغربية على القاعات السينمائية وماهي نسبة العزوف ؟
ماهي صورة المرأة التي تتردد على القاعات السينمائية في الثقافة والمتخيل الشعبي المغربي؟ وما هي الاختيارات الفيلمية المفضلة لذى المرأة المغربية ؟ وما مبررات ذلك ؟ …
أسئلة وغيرها سنحاول الإجابة عنها استنادا على معطيات إحصائية وميدانية حصلنا عليها من خلال بحث سوسيولوجي جامعي حول جمهور السينما بالمغرب .
.التردد على القاعات السينمائية ..
يلاحظ أن نسبة تردد المرأة المغربية على القاعات السينمائية ضعيفة جدا بالمقارنة مع نسبة تردد الذكور. فالسينما ومنذ ظهورها بالمغرب تعتبر فضاء رجوليا يعكس الهيمنة الذكورية على المجتمع, ودخول المرأة إلى القاعة السيمنائية يكون في حالات استثنائية وبمرافقة ذكر في الغالب قد يكون صديقا أو زوجا …
ففي الثقافة الشعبية المغربية ” يجب أن لا ترتاد النساء الأمكنة العامة تبعا للتقاليد لأنهن بذلك يتسللن إلى عالم الأمة باستثناء ظروف ناذرة (…) ويمكن للمرأة إذا ما رافقها أحد ان تدخل إلى عالم الرجال (…) ويعتبر حضور المرأة في مكان مخصص للرجال بمثابة تحرش وإهانة (…) إن المرأة دائما دخيلة في مكان يمتلكه الرجال بما أنها تعرف كعدو, وليس لها الحق في استعمال المكان المخصص للجنس الآخر, والواقع أن مجرد وجودها في مكان لا يجب أن تكون فيه يشكل عملا هجوميا بما أنها تزعزع النظام الاجتماعي وتقلق راحة فكر الرجل … ” (2)
وينظر المجتمع الذكوري, بتواطؤ مع المجتمع النسوي, نظرة دونية إلى النساء اللواتي يترددن على القاعات السينمائية باعتبارها فضاء يدنس كرامتهن كامرأة ويجلب ذلك العار لعائلتهن. ويرتبط دخول القاعات السينمائية في لا وعي الكثيرين بفترة الاستعمار التي كان فيها الفرنسيون يرافقون نساءهم إلى القاعات السينمائية والمسارح والمطاعم, وبالتالي فهم يرفضون تقليد المستعمر في تقاليده وثقافته, وصرحت لنا إحدى النساء المتقدمات في السن أنها ترفض بالمطلق الدخول إلى قاعة سينمائية لأنها ليست ” نصرانية ” بتعبيرها.
فبالرغم من التطور الذي سجله تردد المرأة المغربية على القاعات السينمائية, والمرتبط بارتياد المرأة لفضاءات ترفيهية أخرى ظلت حكرا على الذكور (كالمطاعم, المقاهي, مقاهي الانترنيت, الملاعب الرياضية…), فبالرغم من هذا التحول فإن تلك النظرة التحقيرية والإقصاء الرمزي لازال يطال المرأة كجمهور.
فبالنسبة للمراهقات فإن ولوج قاعات العرض يكون في الغالب دون إخبار عائلاتهن ويكون بمرافقة صديق أو مجموعة من الصديقات, لأن الدخول إلى قاعات العرض بشكل جماعي يضمن لهن القدرة على حماية أنفسهن من المضايقات خصوصا في القاعات الشعبية التي تنتشر فيها السلوكات العدوانية مادية كانت أم رمزية, عكس القاعات الراقية التي تقل فيها هذه السلوكات. والإناث المنتميات إلى الأحياء الشعبية لا يستطعن الإفصاح عن رغبتهن في الذهاب إلى القاعات السينمائية خوفا من الأب أو الأخ أو أحد الأقارب لدا يفضلن الذهاب إلى قاعات العرض البعيدة من محيط سكناهن عكس الإناث المنتميات إلى العائلات الميسورة اللواتي يعبرن عن رغباتهن بكل حرية واستقلال.وتخا ف النساء المتزوجات من الذهاب إلى قاعات العرض بمفردهن من سخط أزواجهن إلا في حالات نادرة جدا نظرا لارتباط السينما في الثقافة الشعبية لدى الإناث بفترة ما قبل الزواج والمراهقة بينما يستمر الرجال المتزوجون في ولوج القاعات السينمائية .
والهيمنة الذكورية يكون لها تأثير في توجيه أذواق إلاناث . وصرح لنا العديد من المستجوبات أنهن لا يستطعن دعوة أزواجهن أو أصدقائهن للذهاب الى قاعات العرض السينمائي بل ينتظرن المبادرة منهم.
وعلى مستوى القاعات السينمائية فإنه كلما كانت القاعة مجهزة وشاعرية وتوفر الأمن لزبائنها فإن نسبة إقبال العنصرالنسوي ترتفع عكس القاعات التي لا تتوفر على بنية تحتية مريحة وشاعرية تضمن ظروفا فرجوية متميزة ، علما أن أغلب القاعات السينمائية المغربية تتميز ببنية هشة وبعضها يلجه المنحرفون الذين يهددون راحة وأمن الذكور والاناث على السواء .
- المرأة المغربية ودوافع الاستهلاك السينمائي:
سنعمل في هذا العنصر من الدراسة الوقوف على الأسباب التي تدفع الإناث للذهاب إلى القاعات السينمائية وقدمنا مجموعة من الاختيارات وهي : لمجرد التغيير، لأنه نشاط اجتماعي مهم لمشاهدة الشريط الذي يتكلم عنه الجميع وأخيرا قصد اللهو.
يأتي في الرتبة الأولى من حيث الدوافع إلى الذهاب الى القاعات السينمائية لدى الإناث الرغبة في التغيير ويليه كون الذهاب إلى السينما يعتبر نشاطا اجتماعيا مهما ثم في الدرجة الثالثة الرغبة في مشاهدة الشريط الذي يتكلم عنه الجميع وأخيرا الرغبة في التسلية واللهو.فارتفاع نسبة الإناث اللواتي يرغب في التغيير يعود بالأساس إلى الرغبة في التخلص من رتابة الحياة اليومية ولكون فضاء القاعات السينمائية فضاء يضمن الهروب الرمزي من الواقع المعيش.كما أن الرغبة في مشاهدة الشريط الذي يتكلم عنه الجميع يندرج في إطار العادات الفرجوية الشعبية التي نبني من خالالها الأفراد اختياراتهم وتصوراتهم انطلاقا من محيطهم الشيء الذي ينمي الاحسا س بالانتماء الى الجماعة .
-المرأة المغربية والاختيارات الفيلمية المفضلة :
إن أهم ما يمكن تسجيله في هذا العنصر من الدراسة الإقبال الهام للمرأة /الفتاة المغربية على أجناس فيلمية دون غيرها ومنها الفيلم المغربي والذي تحتل المرأة مكانة مهمة في جمهوره ،فماهي أسباب ذلك؟
إن أسباب الاقبال المتزايدة للمرأة المغربية على السينما الوطنية تتجلى بالأساس في عنصرين اثنين ، ألاول يرتبط بذهنية التحريم والمنع التي تطال المرأة المغربية من طرف الثقافة الذكورية التي تحاول صرف المرأة عن القاعات السينمائية والتي تعرض فيها الأفلام الغربية (أمريكية ،فرنسية ،هندية…)
المتسمة بالجرأة والتي تقدم العلاقات الاجتماعية خصوصا بين الرجل والمرأة على نحو مغاير تماما للعلاقة الاجتماعية بين الرجل والمرأة المغربيين .وذهنية التحريم في هذه الحالة وفي عمق لا وعيها ماهي إلا خوف رجولي من أن تخلق هذه الأفلام نزعات تحررية لدى المرأة المغربية ، الشيء الذي يؤكده خلق المرأة المغربية لقنوا ت تواصلية أخرى (مقاهي الأنترنيت مثلا) ولوضعيات أخرى للمشاهدة(الهوائي المقعر ،وقارئ الأقراص المضغوطة…) هي في العمق بمثابة ثورة رمزية على الثقافة السائدة وعلى الرقابة الذكورية للهندسة الاجتماعية.
أما العنصر الثاني فيرجع إلى طبيعة الأفلام المغربية وتيماتها خصوصا مع أفلام الحساسية الجديدة والتي تتميز بالحضور القوي للمرأة سوء كموضوع للأفلام أو كفاعل أساسي في الممارسة المغربية (إخراج، تمثيل…) والفيلموغرافية المغربية غنية بهذه النوعية من الأفلام منذ فيلم “وشمة” لحميد بناني سنة 1970 الى وقتنا الحاضر (3) وتجدر الاشارة الى أن السينما المغربية كان لها دور كبير في استنبات الوعي بقضية المرأة المغربية المضطهدة والمهيمن عليها ويتجلى ذلك في مجموعة من التجارب التي نذكر منها على سبيل المثال :
«وشمة» لحميد بناني(1970) ، «عرائس من قصب» لجيلالي فرحاتي (1981) ، «البحث عن زوج امرأتي» لمحمد عبد الرحمان التازي(1993) ،«نساء ونساء»لسعد الشرايبي(1998) ، «باديس»لعبد الرحمان التازي (1988) ، «محاكمة امرأة » لحسن بن جلون(2000) ، «الدار البيضاء باي نايت» لمصطفى الدرقاوي (2003) ، …واللائحة طويلة .
ويمكن اختزال صورة المرأة في الأفلام السينمائية المغربية في ثلاثة نماذج :
1. صورة المرأة المهيمن عليها: وهذه الهيمنة لا تقتصر فقط على الهيمنة الذكورية بل هناك أشكال أخرى لهذه الهيمنة كالهيمنة الطبقية والهيمنة الفكرية والثقافية… والتي يمكن أن يكون أطرافها بين إمرأة وإمرأة أخرى.
2. صورة المرأة المهيمِنَة:
وهذا النوع من الهيمنة يمكن أن يكون طرفه امرأة/رجل أو امرأة/امرأة ويكون سببه المكانة الاجتماعية أو الثقافية أو السياسية واللاتكافؤ بين الرساميل الثقافية والرمزية بين الأطراف المتنافسة /المتصارعة في الحقل
3. صورة المرأة المتوافقة مع محيطها
وهي الصورة التي تقدم المرأة المتصالحة مع وضعها الطبقي والسياسي والثقافي أو مع طبقات اجتماعية ورساميل ثقافية ورمزية أخرى.
وما زاد معالجة قضية المرأة عمقا جماليا وإبداعيا كونها لم تعد تقتصر على المخرجين الذكور كما كان الحال في بدايات السينما المغربية وبداية الاشتغال على تيمة المرأة استنادا الى مرجعية حقوقية واجتماعية ، بل ان التجربة السينمائية المغربية اغتنت بفاعلات داخل حقل السينما بالمغرب ءان على مستوى الإخراج (فريدة بن ليزيد، نرجس النجار ، ليلى التريكي ، ليلى المراكشي…) أو على مستوى التمثيل حيث برزت وجوه جديدة شابة كسرت هيمنة بعض الوجوه لسنوات عديدة… وكذلك على مستوى الكتابة السينارستية والكتابة النقدية حول السينما المغربية.
إن بداية اكتساح المرأة لفضاء القاعات السينمائية ، وإن كان يسير بوتيرة محتشمة ، هو نتيجة لمجموعة من العوامل الذاتية ،التي ترتبط ببداية تحررالمرأة المغربية واندماجها في الهندسة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية…
فكيف ساهمت الأندية السينمائية بالمغرب في إنضاج الوعي السينمائي لدى المرأة المغربية ؟
لقد عملت الأندية السينمائية منذ السبعينات من القرن الماضي على نشر ثقافة سينمائية إشعاعية وتنويرية بهدف خلق موقع لثقافة الصورة في الثقافة المغربية ؟
وعلى امتداد عقود من الزمن شكل النادي السينمائي فضاء للتربية على الثقافة البصرية ، واستقطبت الأندية السينمائية أعدادا هامة من المهتمين بمختلف الشرائح الإجتماعية والمستويات الفكرية . وكان أهم مكسب للأندية السينمائية ، بالإضافة الى ترسيخ الثقافة البصرية والمشاهدة الواعية ، اشراك المرأة والطفل في المجال السينمائي وأساسا في المتعة الجمالية والفنية للأفلام السينمائية.
وشكل البعد التربوي والتثقيفي للنادي السينمائي عاملا أساسيا في تغيير التمثل المغلوط للمجال السينمائي في الثقافة الشعبية المغربية .فبدأت العائلات المغربية تتحرر من ديكتاتورية ذهنية التحريم والعنف الرمزي والعنف الرمزي الممارس على المرأة المتعطشة الى فضاءات لتحقيق المتعة البصرية ، فلم تعد العائلات تجد حرجا في السماح للمرأة (زوجة كانت أم بنت أم أخت أم صديقة …) لارتياد فضاء الأندية السينمائية وفيما بعد القاعات السينمائية . خصوصا بعد ظهور الأندية السينمائية المدرسية رغم أنها، وللأسف،لم تحقق ما كان منتظرا منها لتكون مدخلا أساسيا لتدريس السينما في البرامج التعليمية . كما أنه في الآونة الأخيرة عرفت الأندية السينمائية بالمغرب أزمة بنيوية من تجلياتها تراجع الدور الإشعاعي الذي كانت تقوم به في نشر الثقافة السينمائية .
< <يبين عمل الأندية أن هذه الأخيرة قد تحجرت في السنوات الأخيرة ، مثلها مثل باقي الجمعيات الجادة ، في بعض الطقوس الثابنة ، وأصبحت مهمة النادي السينمائي لا تتجاوز عملية التهييء لعرض الفيلم ، ثم عرضه ومناقشته . وقد أصبحت وظيفة النادي السينمائي بهذا أكثر ميكانيكية وأكثر تقنية، بل لقد تحولت الأندية السينمائية الى مؤسسة كسولة تتآكل مكوناتها باستمرار ، فالمبادرة غالبا ما تغيب ، لتغيب معها كل إمكانية لإقتراح أشكال عملية تتجاوز بها طريقة عملها المتقادمة>>(4)
إذا كانت المرأة التي تعيش في الوسط الحضري ، خصوصا في مدن المركز حيث ترتكز أغلب قاعات العرض السينمائي ، بدأت في التردد على القاعات السينمائية ، فإن السؤال الذي يطرح هو : ما هو موقع المرأة القروية في جمهور السينما أو بالأحرى ما هو موقع ثقافة المشاهدة السينمائية لدى المرأة القروية المغربية ؟؟
تتمركزقاعات العرض السينمائي في محور المدن الكبرى مما جعل القاعات السينمائية ترتبط في الثقافة الشعبية لالمرأة والرجل القرويين على السواء بالمدينة.
وامام غياب فضاءات الفرجة بالمجال القروي فإن المرأة القروية خلقت وضعيات وقنوات أخرى لإشباع حاجاتها الفرجوية والمتعلقة بالأساس بالإبداعات السينمائية ، ويعتبر التلفزيون والهوائي المقعر وجهاز الفيديو وقارئ الأقراص المضغوطة القنوات الفرجوية الأكثر شعبية.
لقد ترسخ التلفزيون في الثقافة الفرجوية عند المرأة القروية حيث صار حضوره ضروريا في الحياة اليومية لديها.فبالإضافة إلى الاستهلاك الواسع للمسلسلات المكسيكية والأمريكية المدبلجة إلى اللغة العربية فإن التلفزيون يتيح للمرأة المغربية مشاهدة الأفلام السينمائية المغربية والاجنبية خصوصا الهندية والمصرية التي تعرف شعبية واسعة عند المراة القروية .
إن غياب “وعي المشاهدة “و”الثقافة السينمائية” الذي يعود في جوهره الى اهتراء المستوى التعليمي للمرأة القروية التي تعيش في عزلة تامة ، يجعل من التلفزيون وسيلة للتسلية واللعب وتكسير الروتين اليومي الذي تفرضه الحياة اليومية القاسية للمرأة القروية .
ومن اللافت للنظر أن التلفزيون والهوائي المقعر وقارئ الاقراص المضغوطة كان لها تأثير واضح في تغيير الطقوس الاسرية في المجال القروي المغربي .
لقد بينا فيما سبق الموقع الهامشي للمرأة في جمهور السينما بالمغرب ، ولما كانت قضية المرأة تطرح دائما في ارتباط مع قضية الطفل ، ليس فقط في الجانب الحقوقي والإجتماعي بل تتعداه الى الجانب الإبداعي والفني ، فإنه يجدر بنا أن نقف على سؤال الطفل كجمهور السينما.
إنطلاقا من متغير السن فإن التردد على القاعات السينمائية يرتبط في الثقافة الشعبية المغربية بمرحلة المراهقة والشباب وما قبل الزواج(من15الى 35 سنةتقريبا).
وعموما فإن الإهتمام والرغبة في اكتشاف عالم القاعات الاسينمائية ، العالم الذي يحتكره الكبار، يبدأ لدى الطفل منذ السنة السابعة من عمره . وتصطدم رغبة الطفل في الذهاب الى القاعات السينمائية بالمنع من طرف الأسرة خصوصا الأبوين ، لدى فإن الأطفال يلجون غالبا فضاء القاعات السينمائية بطرق سرية دون اخبار عائلاتهم . وقدعاينا مرارا أطفالا يتسولون قرب القاعات السينمائية متذرعين بأسباب كثيرة لجمع النقود ليقصدوا بعدها شباك التذاكر أو يحصلون على التذاكر في السوق السوداء .
إن المنع الذي يطال الأطفال الراغبين في ارتياد قاعات العرض السينمائي ينبثق بالأساس من مجموعة من الأسباب منها:
- خوف الآباء من أن القاعات السينمائية سببا في انحراف الأبناء خصوصا وان القاعات السينمائية تكون ملاذا للمنحرفين…
- الخوف من أن يتحول الذهاب الى القاعات السينمائية الى إدمان.
- اعتبار السينما فضاء للتسلية ومضيعة للوقت وصرف الاطفال عن دراستهم .
- الخوف من تأثير الصورة السينمائية وتيمات الأفلام على الاطفال علما أن الطفل لديه قدرة كبيرة على الإحتفاظ وخزن الصور في ذهنه.
- غياب برامج وعروض خاصة بالأطفال ذات أبعاد تربوية التى من شانها تنمية الملكات الفكرية واللغوية والقدرات الإبداعية والجمالية للطفل المغربي.
كما أن المبدعين السينمائيين المغاربة يغيب لديهم “الطفل ” كجمهور ضمني لافلامهم باسثناء بعض الأفلام القليلة التي يمكن إدراجها في إطار “سينما الطفل” (” كعلى زوا ” لنبيل عيوش)
وأمام فشل أرباب القاعات السينمائية والمبدعين السينمائيين المغاربة في تأطير الطفل المغربي تبقى مقاهي الأنترنيت وقاعات الألعاب الفضاءات الأكثر استقطابا للطفل المغربي.
إن الحديث عن جمهور السينما بالمغرب سيظل حديثا ناقصا في ظل تغييب مكونين أساسيين يمكن أن يشكلا دعامة أساسية لهذا الجمهور وهما المرأة والطفل، الشيء الذي يحتاج إلى التعجيل بالقيام بالعديد من المبادرات والإجراءات من قبيل :
- تأزيم ذهنية التحريم ومنطق الهيمنة الذكورية التي تطال المراة والطفل .
- حث أرباب القاعات السينمائية على توفير عنصر الأمن للمرأة والطفل وخلق أجواء الفرجة داخل قاعات العرض.
- نشر وعي سينمائي فاعل في المجتمع المغربي وإظهار أهمية السينما كثقافة وفن تساعد على تنمية الحس الجمالي وتبيان أبعادها التربوية .
- دعوة المخرجين السينمائيين المغاربة وأرباب القاعات السينمائية إلى خلق استراتيجية جديدة لإستقطاب المرأة والطفل إلى فضاءات العرض السينمائي سواء على مستوى ابداع أفلام سينمائيية تخصهما أو على مستوى البرمجة داخل القاعات السينمائية.
- تعبئة المرأة والطفل داخل الجمعيات والأندية السينمائية والفضاءات التربوية من أجل ارتياد فضاءات العرض السينمائي كضرورة اجتماعية وثقافية.
- العمل على تأزيم كل أشكال التمثل السلبي والمغلوط للسينما كفضاء للفرجة أو كثقافة وفن.
- تلقين الأطفال دروسا في جماليات التلقي السينمائي والبصري.
- التعجيل ببرمجة درس السينما في البرامج التربوية والتعليمية على غرار التربية الموسيقية والفنون التشكيلية .
- فك العزلة عن العالم القروي وتغيير سياسة تمركز الشأن الفني والثقافي بالمدن الكبرى من خلال خلق أندية سينمائية بالقرى النائية وتنظيم أيام سينمائية بها.
إن قضية إدماج المرأة والطفل تبقى قضية مشتركة بيت مسؤولية الفاعلين السينمائيين المغاربة (مخرجين، أرباب القاعات، موزعين…) والجهات الوصية على الشأن السينمائي بالمغرب (وزارة الاتصال، المركز السينمائي المغربي…) وهو طموح ليس بعيد المنال.*

الهوامش:
(1) د.حميد اتباتو، السينما المغربية، قضايا الإبداع والهوية، منشورات السلايكي، طنجة ، 1999 ص:60
(2) فاطمة المرنيسي :الجنس كهندسة اجتماعية بين النص والواقع ، ترجمة فاطمة الزهراء أزرويل ،نشر الفنك،ط2، 1996، ص 127/128
(3)جل الأفلام المغربية تحضر فيها المرأة في وضعيات مختلفة حسب التيمات التي تعالجها هذه الأفلام .
(4)د.حميدأتباتو ، م.س، ص: 41 .
*عمار عبد الرحمان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://paix.ahlamontada.com
 
موقع المرأة والطفل في جمهور السينما بالمغرب {مقاربة سوسيولوجيا}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: عـــــــــــالم المرأة Women's world-
انتقل الى: